فصل: بيعة عثمان رضي الله عنه بالخلافة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي:

الكوفي صاحب اللغة وهو من موالي بني هاشم كان أحد العالمين باللغة المشهورين بمعرفتها.
أخذ الأدب عن الكسائي وغيره.
وأخذ عنه ثعلب وابن السكيت وغيرهما وناقش العلماء واستدرك عليهم وخطأ كثيرا من نقلة اللغة وكان رأسا في الكلام الغريب وكان يزعم أن أبا عبيدة والأصمعي لا يحسنان شيئا وكان يقول: جائز في كلام العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء فلا يخطأ من يجعل هذه في موضع هذه وينشد:
إلى الله أشكو من خليل أوده ** ثلاث خلال كلها لي غائض بالضاد

ويقول: هكذا سمعته من فصحاء العرب.
وكان يحضر مجلسه خلق كثير من المستفيدين ويملي عليهم.
ولد في الليلة التي مات فيها الإمام أبو حنيفة- رحمه الله- وذلك في رجب سنة 150، وتوفي سنة 231 بسر من رأى.
والأعرابي: نسبة إلى الأعراب يقال: رجل أعرابي إذا كان بدويا وإن لم يكن من العرب. ورجل عربي: منسوب إلى العرب وإن لم يكن بدويا ورجل أعجم وأعجمي: إذا كان في لسانه عجمة وإن كان من العرب ورجل عجمي: منسوب إلى العجم وإن كان فصيحا.

.أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد:

الأزدي اللغوي البصري إمام عصره في اللغة والأدب والشعر الفائق أورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين.
له كتاب الجمهرة وهو من الكتب المعتبرة في اللغة وله كتاب الاشتقاق وكتاب اللغات.
وكان يقال: هو أعلم الشعراء وأشعر العلماء.
ولد بالبصرة سنة 223، وتعلم فيها أخذ عن أبي حاتم السجستاني والرياشي والأصمعي ثم سكن عمان ثم خرج إلى نواحي فارس ثم انتقل إلى فارس ذكر له ابن خلكان ترجمة حافلة توفي رحمه الله سنة 321 ببغداد.

.أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري:

صاحب الكشاف الذي لم يصنف قبله مثله.
كان إماما في اللغة والنحو وعلم البيان من غير مدافع تشد إليه الرحال في فنونه.
له الفائق في غريب الحديث وأساس البلاغة في اللغة وربيع الأبرار وضالة الناشد والرائض في الفرائض والمفصل في النحو وشقائق النعمان في حقائق النعمان وشافي العي من كلام الشافعي- رحمه الله- والقسطاس في العروض ومعجم الحدود والمنهاج في الأصول ومقدمة الأدب وغير ذلك.
وكان قد سافر إلى مكة- حرسها الله تعالى- وجاور بها زمانا فصار يقال له: جار الله لذلك وكان هذا الاسم علما عليه.
قال ابن خلكان: وسمعت من بعض المشائخ: أن إحدى رجليه كانت ساقطة وأنه كان يمشي في جارن خشب ثم ذكر لذلك قصة وكان معتزلي الاعتقاد متظاهرا به ولد سنة 467 بزمخشر: قرية كبيرة من قرى خوارزم وتوفي سنة 538 بجرجانية: وهي قصبة خوارزم وهي على شاطئ جيحون- رحمه الله تعالى.

.أبو عبيدة معمر بن المثنى:

البصري اللغوي النحوي العلامة قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم منه وكان يبغض العرب وألف في مثالبها كتبا وكان يرى رأي الخوارج وكان أبو نواس يتعلم منه ويصفه ويسب الأصمعي ويهجوه وكان إذا أنشد بيتا لا يقيم وزنه وإذا تحدث أو قرأ ألحن ويقول: النحو محدود ولم يزل يصنف حتى مات وتصانيفه تقارب مائتي مصنف ذكر منها عدد وافر في ابن خلكان وقال: ولولا خوف الإطالة لذكرت جميعها.
وكان الأصمعي إذا أراد الدخول إلى المسجد قال: انظروا لا يكون فيه ذاك يعني أبا عبيدة خوفا من لسانه فلما مات لم يحضر جنازته أحد لأنه لم يكن يسلم من لسانه أحد لا شريف ولا غيره وكان وسخا ألثغ مدخول النسب مدخول الدين وأخباره كثيرة ذكر جملة صالحة منها في وفيات الأعيان ولد في سنة 110 في الليلة التي توفي بها الحسن البصري وتوفي في سنة 209.

.أبو يوسف يعقوب بن إسحاق المعروف بابن السكيت:

صاحب كتاب إصلاح المنطق وغيره ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وكان يؤدب أولاد المتوكل.
روى عن الأصمعي وأبي عبيدة والفراء وكتبه جيدة صحيحة ولم يكن له نفاذ في علم النحو وكان يميل في رأيه واعتقاده إلى مذهب من يرى تقديم علي بن أبي طالب.
قال ثعلب: كان ابن السكيت يتصرف في أنواع العلوم وكان من أصحاب الكسائي حسن المعرفة بالعربية ولم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة منه وله شعر حسن وكتب كثيرة ذكر جملة منها ابن خلكان.
قال بعض العلماء: ما عبر على جسر بغداد كتاب في اللغة مثل إصلاح المنطق ولا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة لكثير من اللغة ولا نعرف في حجمه مثله في بابه.
قتل بأمر المتوكل في سنة 244، وبلغ عمره ثمانيا وخمسين سنة لأن المتوكل كان كثير التحامل على علي بن أبي طالب وابنيه وكان ابن السكيت من المغالين في محبتهم والتوالي لهم فقال: والله إن قنبرا خادم علي رضي الله عنه خير منك ومن ابنيك فقال المتوكل: سلوا لسانه من قفاه ففعلوا ذلك به فمات- رحمه الله.

.علماء التصريف:

.مازن أبو عثمان بكر المازني:

بصري.
روى عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد.
وروى عنه المبرد وجماعة وهو أول من دون علم الصرف وكان إماما في العربية متسعا في الرواية يقول بالإرجاء وكان لا يناظره أحد إلا قطعه بقدرته على الكلام وقد ناظر الأخفش في أشياء كثيرة فقطعه.
قال المبرد: ولم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو منه.
وأخذ عن الأخفش وقيل: عن الجرمي واختلف إليه إلى أن برع وكان يناظره وكان يقول: من أراد أن يصنف كتابا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي مات في سنة 248، كذا قال الخطيب البغدادي وقال غيره: مات سنة 230.

.عثمان بن جني أبو الفتح:

كان من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف وعلمه بالصرف أقوى وأكمل من علمه بالنحو.
وسببه: أنه كان يقرأ النحو بجامع الموصل فمر به أبو علي الفارسي فسأله عن مسألة في التصريف فقصر فيها فقال له أبو علي: تزببت قبل أن تحصرم فلزمه من يومئذ مدة أربعين سنة واعتنى بالتصريف ولما مات أبو علي تصدر ابن جني مكانه ببغداد وأخذ عنه عبد السلام البصري وأبو الحسن السمسمي.
قال في دمية القصر: وليس لأحد من أئمة الأدب في فتح المخلقات وشرح المشكلات ما له سيما في علم الإعراب وكان يحضر عند المتنبي ويناظره في النحو من غير أن يقرأ عليه شيئا من شعره أنفة وإكبارا لنفسه وكان المتنبي يقول فيه: هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس صنف الخصائص في النحو وغيره مولده قيل: سنة 303، ومات في صفر من سنة 392.

.محمد بن عبد الله بن مالك:

جمال الدين أبو عبد الله الطائي الجياني الشافعي النحوي نزيل دمشق إمام النحاة وحافظ اللغة.
قال الذهبي: ولد سنة 600، أو سنة 601، وسمع بدمشق من السخاوي والحسن الصباح وجماعة.
وأخذ العربية عن غير واحد وجالس بحلب ابن عمرون وغيره وتصدر بها لإقراء العربية وصرف همته إلى إتقان لسان العرب حتى بلغ فيه الغاية وحاز قصب السبق وأربى على المتقدمين.
وكان إماما في القراءة وعللها.
وأما اللغة فكان إليه المنتهى في الإكثار من نقد غريبها والاطلاع على وحشيها.
وأما النحو والتصريف فكان فيه بحرا لا يجارى وبرا لا يبارى.
وأما أشعار العرب التي يستشهد بها على اللغة والنحو فكان الأئمة الأعلام يتحيرون فيه ويتعجبون من أين يأتي بها وكان نظم الشعر سهلا عليه رجزه وطويله وبسيطه وغير ذلك هذا ما هو عليه من الدين المتين وصدق اللهجة وكثرة النوافل وحسن السمت ورقة القلب وكمال العقل والوقار والتؤدة.
أقام بدمشق مدة يصنف ويشغل.
روى عنه ابنه الإمام بدر الدين والشمس بن أبي الفتح والبدر بن جماعة والعلاء بن العطاء وخلق. انتهى. كلام الذهبي.
قال أبو حيان: لم يكن لابن مالك شيخ مشهور يعتمد عليه إلا أن بعض تلامذته ذكر أنه قال: قرأت على ثابت بن حيان وجلست في حلقة أبي علي بن الشلوبين نحوا من ثلاثة عشر يوما ولم يكن ثابت بن حيان من أئمة النحو وإنما كان من أئمة المعربين.
قال السيوطي: وله شيخ جليل هو: ابن يعيش الحلبي.
وأما تصانيفه فكثيرة جدا منها: الألفية في النحو تسمى الخلاصة والعمدة وإكمال العمدة وشرحها والتسهيل وشرحه ولم يتم وقصيدة في الأفعال وأرجوزة في المثلث وقصيدة في المقصور والمدود وشرحها وإعراب بعض أحاديث صحيح البخاري وقصيدة في الضاد والظاء وأخرى فيما هو مهموز وغير مهموز وتعريف في الصرف وشرحه وسبك المنظوم وفلك المحتوم إلى غير ذلك تصدر بالتربة العادلية والجامع المعمور وتخرج به جماعة كثيرة وصنف تصانيف مشهورة وإذا صلى بالعادلية- وكان إمامها- يشيعه قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان إلى بيته تعظيما له وكان آية في الاطلاع على الحديث وإذا لم يجد شاهدا في القرآن عدل إلى الحديث ثم إلى أشعار العرب وكان كثير العبادة والنوافل حسن السمت كامل العقل.
وانفرد عن المغاربة بشيئين: الكرم ومذهب الشافعية وكان الشيخ زكي الدين القريع يقول: إن ابن مالك ما خلى للنحو حرمة توفي ابن مالك رحمه الله ثاني عشر شعبان سنة 672، اثنتين وسبعين وستمائة.

.عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس العلامة جمال الدين أبو عمر بن الحاجب:

الكردي الدويني الأصل الأسنائي المولد المقري النحوي المالكي الأصولي الفقيه صاحب التصانيف المنقحة ولد سنة 570، أو سنة 571 بأسنا من الصعيد.
قال الذهبي: وكان أبوه جنديا كرديا حاجبا للأمير عز الدين موسك الصلاحي- قال مازن بن مرشد الصلاحي محقق هذا الكتاب: وهو أحد أجدادنا القدماء- اشتغل في صغره بالقاهرة وحفظ القرآن وأخذ بعض القراءة عن الشاطبي وسمع منه اليسير وقرأ بالسبع على أبي الجود وسمع من البوصيري وجماعة وتفقه على أبي منصور الأنباري وغيره وتأدب على ابن البناء ولزم الاشتغال حتى برع في الأصول والعربية وأتقنها غاية الإتقان وكان من أذكياء العالم.
ثم قدم دمشق ودرس بجامعها في زاوية المالكية وأكب الفضلاء على الاشتغال عليه والأخذ عنه وكان الأغلب عليه النحو والعربية وصنف في الفقه مختصرا وفي الأصول مختصرا آخر أكبر منه سماه: المنتهى وفي النحو الكافية وشرحها ونظمها الوافية وشرحها وفي التصريف الشافية وشرحها إلى غير ذلك وكل مصنفاته في غاية الحسن والإفادة ورزقت قبولا تاما لحسنها وجزالتها.
وقد خالف النحاة في مواضع وأورد عليهم إشكالات وإلزامات مفحمة يعسر الجوابات عنها وكان فقيها مناظرا مفتيا مبرزا في عدة علوم متبحرا ثقة دينا ورعا متواضعا مطرحا للتكلف.
ثم دخل مصر هو والشيخ عز الدين بن عبد السلام وتصدر هو بالفاضلية ولازمه الطلبة.
قال ابن خلكان: وكان من أحسن خلق الله ذهنا وجاءنا مرارا بسبب أداء شهادات وسألته عن مواضع في العربية مشكلة فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبت تام. انتهى.
ثم انتقل إلى الإسكندرية ليقيم بها فلم تطل مدته هناك ومات بها في سنة 646، وأسنا: بلدة صغيرة من أعمال القوصية بالصعيد الأعلى من مصر.

.علي بن مؤمن بن محمد بن علي أبو الحسن بن عصفور:

النحوي الحضرمي الإشبيلي كان لواء العربية في زمانه بالأندلس.
قال ابن الزبير: أخذ عن الرباح والشلوبين ولازمه مدة ثم كانت بينهما منافرة ومقاطعة وتصدر للاشتغال مدة وأقبل عليه الطلبة وكان أصبر الناس على المطالعة لا يمل من ذلك ولم يكن عنده ما يؤخذ عنه غير النحو ولا تأهل لغير ذلك.
وقال الصفدي: ولم يكن عنده ورع وجلس في مجلس شراب فلم يزل يرجم بالتاريخ إلى أن مات في رابع عشر ذي القعدة سنة 669، أو سنة 661، ومولده سنة 599، وصنف الممتع في التصريف.

.أحمد بن الحسن الشيخ فخر الدين الجاربردي:

قال السبكي في طبقات الشافعية: نزيل تبريز كان إماما فاضلا دينا خيرا وقورا مواظبا على العلم وإفادة الطلبة.
أخذ عن القاضي ناصر الدين البيضاوي وصنف شرح منهاجه وشرح الحاوي في الفقه لم يكمل وشرح الشافية لابن الحاجب وشرح الكشاف.
مات في رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة بتبريز- رحمه الله.

.عبد الوهاب بن إبراهيم بن أبي المعالي الخزرجي الزنجاني:

صاحب شرح الهادي المشهور الذي أكثر الجاربردي من النقل عنه في شرح الشافية.
قال السيوطي: وقفت عليه بخطه وذكر في آخره: أنه فرغ عنه في بغداد سنة 654، ومتن الهادي له أيضا وله التصريف المشهور: بالغربي وله مؤلفات في العروض والقوافي وخطه في غاية الجودة وعلى مختصره في التصريف شروح مفيدة مشهورة عند أبناء الزمان أفضلها وأحسنها شرحا السعد التفتازاني والسيد الشريف الجرجاني- رحمهما الله تعالى.

.حسن بن محمد النيسابوري المشهور بالنظام الأعرج:

شرح الشافية مزجا وهو مشهور متداول.
قال السيوطي: لم أقف له على ترجمة.

.أحمد بن علي بن مسعود:

صاحب مراح الأرواح.
قال السيوطي: لم أقف له على ترجمة وعليه شروح مفيدة يتداولها المتأدبون من الصبيان والمراح: طبع بالهند مرارا.

.علماء النحو:

.ظالم بن عمرو بن ظالم- وقيل: ابن سفيان- أبو الأسود الدؤلي:

الكوفي المولد البصري المنشأ كان من سادات التابعين ومن أكمل الرجال رأيا وأسدهم عقلا شيعيا سريع الجواب ثقة في حديثه.
روى عن أبي ذر وغيره وصحب علي بن أبي طالب وشهد معه صفين وقدم على معاوية فأكرمه وأعظم جائزته.
وولي قضاء البصرة وهو أول من وضع علم النحو ونقط المصحف.
مات سنة 69 للهجرة بطاعون الجارف وعمره خمس وثمانون سنة وقيل: إنه مات قبل الطاعون بعلة الفالج.
وتخرج به: معاذ بن مسلم الهراء وخلف أبو الأسود خمسة نفر أدبوا الناس.
أولهم: عيينة بن معدان الفيل ولم يكن فيمن أخذ عنه النحو أبرع منه.
وثانيهم: ميمون الأقرن.
وثالثهم: يحيى بن يعمر العدواني التابعي.
قال الحاكم: فقيه أديب نحوي مبرز سمع ابن عمر وجابرا وأبا هريرة.
ورابعهم.
وخامسهم: ابنا أبي الأسود: عطاء وأبو حزب.
ثم خلف هؤلاء رجالا أحدهم: عبد الله الحضرمي أحد الأئمة في القراءة والعربية.
وثانيهم: عيسى الثقفي إمام في النحو وأخذ عنه الأصمعي وصنف في النحو: الإكمال والجامع يقال: إن له نيفا وسبعين مصنفا ذهبت كلها مات سنة 149، أو سنة 150.
ثالثهم: أبو عمرو بن العلاء المازني النحوي المقري أحد القراء السبعة والأصح أن اسمه: ريان.
قال أبو عبيدة: كان أعلم الناس بالقراءة والعربية وأيام العرب والشعر وكانت دفاتره تملأ بيته إلى السقف ثم تنسك فأحرقها وكان من أشراف العرب مدحه الفرزدق ووثقه يحيى بن معين.
قال الذهبي: قليل الرواية للحديث وهو صدوق حجة في القراءة وكان نقش خاتمه:
وإن امرأ دنياه أكبر همه ** لمستمسك منها بحبل غرور

مات سنة 154، أو سنة 159، ثم خلفهم: خليل بن أحمد وتقدم ترجمته ثم أخذ منه سيبويه وجمع العلوم التي استفاد منها في كتابه فجاء كتابه أحسن من كل كتاب صنف في النحو إلى الآن.

.عمرو بن عثمان بن قنبر المعروف بسيبويه:

أبو بشر وقيل: أبو الحسن مولى بني الحارث بن كعب.
وسيبويه: لقب فارسي ومعناه: رائحة التفاح كانت أمه ترقصه بذلك في صغره.
وقيل: كان تشم منه رائحة الطيب.
وقيل: كان يعتاد شم التفاح.
وقيل: للطافته لأن التفاح من لطاف الفواكه.
وقيل: لأن وجنتيه كأنهما تفاحتان وكان في غاية الجمال ونظائره: نفطويه وعمرويه وخالويه وغير ذلك.
والعجم يقولون: سيبويه بضم الباء وسكون الواو وفتح الياء لأنهم يكرهون أن يقع في آخر الكلمة: ويه فإنها للندبة قاله ابن خلكان.
وكان أصله من بيضاء من أرض فارس نشأ بالبصرة وأخذ عن الخليل ويونس وأبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر وكان في لسانه حبسة وقلمه أبلغ من لسانه وناظر هو والكسائي في قولهم: كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي أو: هو إياها.
فاختار سيبويه الرفع.
وقال الكسائي: النصب.
ورجح العرب جانب الكسائي.
ومات بالبيضاء وقيل: بشيراز سنة 180، وعمره اثنتان وثلاثون سنة.
وقيل: نيف على أربعين وقيل: مات بالبصرة سنة 161، وقيل: سنة 188.
وقال ابن الجوزي: مات بساوة سنة 179، تسع وسبعين ومائة.

.علي بن حمزة الكسائي:

من ولد: بهمن بن فيروز إمام الكوفيين في النحو واللغة وأحد القراء السبعة.
وسمي الكسائي: لأنه أحرم في كساء واستوطن بغداد وتعلم النحو على كبر وخدم عمرو بن العلاء سبع عشرة سنة وجلس في حلقة خليل وكان يديم شرب النبيذ ويأتي الغلمان وأدب الأمين: ولد هارون الرشيد ولم يكن له زوجة ولا جارية وجرى بينه وبين أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن الفقيه الحنفي مجالس حكاها في طبقات النحاة وغيرها وله مع سيبويه وأبي محمد اليزيدي مجالس ومناظرات ذكر ابن خلكان بعضها في تراجم أربابها ومات هو ومحمد بن الحسن بالري في يوم واحد وكانا خرجا مع الرشيد فقيل: دفن النحو والفقه في يوم واحد وذلك سنة اثنتين أو ثلاث أو تسع وثمانين ومائة أو اثنتين وتسعين ومائة.
ثم صار الناس فريقين:
كوفيا: وشيخهم الكسائي وتلميذه المبرد.
وبصريا: وشيخهم سيبويه والأخفش تلميذه.

.محمد بن يزيد أبو العباس الأزدي البصري المبرد:

إمام العربية ببغداد في زمانه كان إماما في النحو واللغة.
والمبرد: لقب عرف به واختلف العلماء في سبب تلقيبه بذلك ذكر له ابن خلكان ترجمة حافلة في تاريخه.
أخذ عن الكسائي والأزدي وأبي حاتم السجستاني.
وروى عنه: إسماعيل الصفار ونفطويه والصولي.
وكان فصيحا بليغا مفوها ثقة إخباريا علامة صاحب نوادر وظرافة.
وكان جميلا لا سيما في صباه.
وكان الناس بالبصرة يقولون: ما رأى المبرد مثل نفسه.
له تصانيف كثيرة منها: الرد على سيبويه والكامل ومعاني القرآن.
وكان بينه وبين ثعلب من المنافرة ما صار مثلا حتى قال الشاعر:
وأبداننا في بلدة والتقاؤنا ** عسير كأنا ثعلب ومبرد

.نفطويه الواسطي أبو عبد الله إبراهيم النحوي:

المتوفى سنة 323- رحمه الله تعالى.

.إبراهيم الإفليلي القرطبي:

النحوي اللغوي المتوفى سنة 441- رحمه الله.

.سعيد بن مسعدة أبو الحسن الأخفش الأوسط:

تلميذ سيبويه من أهل بلخ وكان أجلع: وهو الذي لا تنضم شفتاه ولا تنطبق على أسنانه والأخفش: الصغير العينين مع سوء بصرهما سكن البصرة وكان أسن من سيبويه وكان معتزليا يقول: ما وضع سيبويه في كتابه شيئا إلا وعرضه علي وكان يرى أنه أعلم به مني وأنا اليوم أعلم به منه.
وهذا الأخفش: هو الذي زاد في العروض بحر الخبب.
له كتاب المقاييس في النحو وكتاب الاشتقاق وكتاب العروض والقوافي وغير ذلك.
ودخل بغداد وقام بها مدة وروى بها وصنف وقرأ عليه الكسائي كتاب سيبويه سرا صنف الأوسط في النحو مات سنة عشر أو إحدى وعشرين أو خمس عشرة ومائتين.
والأخافش ثلاثة:
الأكبر: عبد الحميد بن عبد المجيد.
الأوسط: هذا السعيد.
الأصغر: علي بن سليمان.
وقيل: أربعة:
والرابع: أحمد بن عمران.
وقيل: أحد عشر:
الخامس: أحمد بن محمد الموصلي.
السادس: خلف بن عمرو.
والسابع: عبد الله بن محمد.
الثامن: عبد العزيز بن أحمد.
التاسع: علي بن محمد المغربي الشاعر.
العاشر: علي بن إسماعيل الفاطمي.
الحادي عشر: هارون بن موسى بن شريك.
كذا في مدينة العلوم للأرنيقي رحمه الله- محمد بن المستنير بن أحمد أبو علي النحوي المعروف: بقطرب اللغوي البصري مولى سالم بن زياد لازم سيبويه وكان يدلج إليه فإذا خرج رآه على بابه فقال له: ما أنت إلا قطرب ليل فلقب به.
وقطرب: اسم دويبة لا تزال تدوب ولا تفتر وكان من أئمة عصره.
وله من التصانيف: كتاب معاني القرآن وكتاب الاشتقاق وكتاب العلل في النحو وكتاب غريب الحديث.
وهو أول من وضع المثلث في اللغة وكتابه- وإن كان صغيرا- لكن له فضيلة السبق وروى له ابن المنجم في كتاب البارع بيتين وهما:
إن كنت لست معي فالذكر منك معي ** يراك قلبي إذا ما غبت عن بصري

والعين تبصر من تهوى وتفقده ** وباطن القلب لا يخلو عن النظر

وكان يرى رأي المعتزلة النظامية فأخذ عن النظام مذهبه واتصل بأبي دلف العجلي وأدب ولده ولم يكن ثقة وله تصانيف في النحو واللغة وغيرهما مات سنة ست ومائتين- رحمه الله.

.صالح بن إسحاق أبو عمرو الجرمي:

البصري مولى جرم بن ربان من قبائل اليمن وقيل: مولى بجيلة وفي بجيلة: جرم بن علقمة بن أنمار والله أعلم بالصواب وكان يلقب: بالكلب وبالنباح: لصياحه حال المناظرة.
قال الخطيب: كان فقيها عالما بالنحو واللغة دينا ورعا حسن المذهب صحيح الاعتقاد روى الحديث قدم بغداد وأخذ عن الأخفش ويونس واللغة عن الأصمعي ولم يلق سيبويه.
وحدث عنه المبرد وناظر الفراء وانتهى. علم النحو في زمانه مات سنة خمس وعشرين ومائتين.
له من التصانيف: التنبيه وغيره.
وله في النحو: كتاب جيد يعرف: بالفرخ معناه: فرخ كتاب سيبويه.
وكان يقول في قوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} قال: لا تقل سمعت ولم تسمع ولا رأيت ولم تر ولا علمت ولم تعلم.
وكان عالما باللغة حافظا لها وله كتب انفرد بها وكان جليلا في الحديث والأخبار وله كتاب في السير عجيب وكتاب العروض ومختصر في النحو وكتاب غريب سيبويه.
والجرمي: نسبة إلى عدة قبائل كل واحدة منها يقال لها: جرم ولا أعلم إلى أيهم ينسب هذا الجرمي ولم يكن منهم وإنما نزل فيهم فنسب إليهم قاله ابن خلكان.